

معركة “جناق قلعة”
بتاريخ 18 من آذار من كل عام , تحتفل الجمهورية التركية بحدث عظيم , والذي يعتبر من أهم المناسبات في
الجمهورية ,ألا وهو ذكرى الانتصار في معركة “جناق قلعة” التي وقعت عام 1915.
المعركة التي انتصر فيها العثمانيون على دول الحلفاء ,حين حاولت قوات بريطانية، وفرنسية، ونيوزلندية، وأسترالية،
احتلال عاصمة الدولة العثمانية “اسطنبول”، والتي باؤوا فيها بالفشل .
أحداث المعركة
في تشرين الثاني من عام 1914, قام إسطول “بريطاني -فرنسي” بالتوجه لعاصمة الدولة العثمانية عبر مضيق
الدردنيلفي محاولة منها لاحتلالها وللاستيلاء على المضائق بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود, ولوضع مدينة إسطنبول
تحت سيطرتهم , وكلهم ثقة بأنهم سيحققون نصرا عظيما .
بدأت مدمرات أسطول التحالف بإلقاء القنابل على القوات العسكرية العثمانية , ومن شدة ذكاء القوات العثمانية
قامت بإوهام الأسطول أنها في وضع حرج ولاتستطيع الرد عليهم , السبب الذي دفع بالتحالف لإرسال أسطول بريطاني
بعد مضي شهرين من هجومهم الأول إلى الدردنيل لضرب الاستحكامات العسكرية الأمامية للعسكرية العثمانية , وكلها
ثقة بأن النصر سيكون حليفها .
إلا أنها هذه المرة لم تكن النتائج كما توقعوا , وفوجئوا بحقل من الألغام كان في انتظارهم تسبب لهم بأضرار كبيرة , وكان
لهزمتهم الفير متوقعة صدى واسع في جميع أنحاء العالم.
لم يتقبل الحلفاء هزيمتهم أمام العثمانيين , فقرروا شن هجوم بري إلى جانب الهجوم البحري ، على أن يكون الدور
الرئيسي للقوات البرية , ويكون دور القوات البحرية هو تزويد القوات البرية بكل ما تحتاجه من أسلحة و ذخائر ومواد تموينية وحماية مواقعها البرية التي ستنزل بها , كما عززوا قواتهم الفرنسية بجنود استراليين ونيوزلنديين المعروفين بالقوة وشدة
البأس.
بدأت قوات التحالف بالوصول إلى بعض مناطق شبه جزيرة “غالبيولي”, فسارع العثمانيون وانتهزوا هذه الفرصة و انقضوا بكل شجاعة على قوات التحالف وكبدوهم خسائر فادحة أجبرتهم على الانسحاب والتراجع إلى حيث أتوا .
ونجح العثمانيون بإنقاذ عاصمة الخلافة ” اسطنبول” من السقوط في أيدي المحتلين وحققوا نصرا عظيما يشهد له التاريخ.
دور الجنود العرب في نصر “جناق قلعه”
تعد معركة جناق قلعة من أعظم المعارك التي شهدت أعظم التضحيات في سبيل منع دول التحالف من احتلال عاصمتهم ,
في معركة جناق قلعة لم تقتصر المشاركة في المعركة على الجنود الأتراك فقط , فقد كان الجيش العثماني خليط من جنسيات عدة, إذشارك في المعركة العظيمة فرقتين من حلب وفرق أخرى من دمشق وغزة وكركوك وبغداد والأردن وإيران وشبه الجزيرة العربية والبلقان.
وتعتبر مدينتي حلب والباب من أكثر المدن التي قدمت شهداء في هذه المعركة, حيث بلغ عدد شهداء مدينة حلب 551 شهيدا ,بينما قدمت مدينة الباب 96 شهيدا, جميعهم سقطوا دفاعا عن عاصمة الدولة العثمانية التي توحد البلقان والقوقاز والأناضول والعالم العربي في ظل سلطتها السياسية والعالم الإسلامي في ظل سلطتها الدينية.
وقد كلفت معركة “جناق قلعة” بريطانيا ودول التحالف 300 ألف جندي, يقابلها 250 ألف جندي من الجيش العثماني , في ملحمة بطولية شهدت على ساحاتها أعظم قصص البطولة و التضحية والتي لاتزال تذكر الى يومنا هذا .